عمید الملک کندری

عمید الملک کندری

عميد الملك الكندري

أبو نصر محمد بن منصور بن محمد، المُلقب عَميد المُلك الكُنْدُري، وسيد الوزراء (بالفارسية: عمیدالملک ابونصر الکندری) (415 هـ 1024م - 456 هـ 1064م) وزير السلطان السلجوقي طُغرُل بك،1 وأول وزير لدولة السلاجقة العِظام (أيام القائم بأمر الله العباسي)، كان معتزلياً، وله النظم والنثر فلما مات طغرل بك، وزر لألب أرسلان قليلاً ثم نُكِب، حيث أمر بالقبض عليه، وأنفذه إلى (مرو الروذ) حيث مكث معتقلا عاماً كاملا، ثم قتله غلامان وحملا رأسه إلى عضد الدولة.

كان سبب اتصاله بالسلطان طغرل بك، أن السلطان لما ورد نيسابور طلب رجلاً يكتب له ويكون فصيحاً بالعربية فدل عليه الموفق والد أبي سهل وأعطته السعادة وكان فصيحاً فاضلاً.2

الكندري: بضم الكاف وسكون النون وضم الدال المهملة وبعدها راء، هذه النسبة إلى كندر، وهي قرية من قرى طريثيت - بضم الطاء المهملة وفتح الراء وسكون الياء المثناة من تحتها وكسر الثاء المثلثة وسكون الياء المثناة من تحتها أيضاً وبعدها ثاء مثلثة - وهي كورة من نواحي نيسابور، خرج منها جماعة من العلماء وغيرهم، والله تعالى أعلم بالصواب.

سيرتهعدل

كان من رجال الدهر جوداً وسخاء وكتابة وشهامة، واستوزره السلطان طغرل بك السلجوقي، ونال عنده الرتبة العالية والمنزلة الجليلة، ولم يكن أحد من أصحابه معه كلام، وهو أول وزير كان لهذه الدولة، ولم تكن له منقبة إلا صحبة إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك ابن الشيخ أبي محمد الجويني الفقيه الشافعي صاحب «نهاية المطلب» على ما ذكره المسعاني في ترجمة أبي المعالي في كتاب «الذيل» فإنه قال - بعد الإطناب في وصف إمام الحرمين وذكر تنقله في البلاد - ثم قال: وخرج إلى بغداد وصحب العميد الكندري أبا نصر مدة يطوف معه ويلتقي في حضرته بالأكابر من العلماء ويناظرهم، وتحنك بهم حتى تهذب في النظر، وشاع ذكره.

وذكره ابن الأثير في تاريخه سنة 456هـ: إن الوزير المذكور كان شديد التعصب على الشافعية كثير الوقيعة في الشافعي،3 رضي الله عنه، حتى بلغ من تعصبه أنه خاطب السلطان ألب أرسلان السلجوقي في لعن الرافضة على منابر خراسان، فأذن في ذلك، فلعنهم وأضاف إليهم الأشعرية، فانف من ذلك أئمة خراسان، منهم أبو القاسم القشيري وإمام الحرمين الجويني وغيرهما، ففارقوا خراسان، وأقام إمام الحرمين بمكة شرفها الله تعالى أربع سنين يدرس ويفتي، فلهذا قيل له إمام الحرمين فلما جاءت الدولة النظامية أحضر من انتزح منهم وأكرمهم وأحسن إليهم؛ وقيل إنه تاب عن الوقيعة في الشافعي، فإن صح فقد أفلح.

كان عميد الملك خصيا، قد خصاه طغرل بك لأنه أرسله يخطب عليه امرأة ليتزوجها، فتزوجها هو، وعصى عليه، فظفر به وخصاه، وأقره على خدمته.2

ولم يزل عميد الملك في دولة طغرلبك عظيم الجاه والحرمة، إلى أن توفي طغرلبك - في التاريخ المذكور في ترجمته- وقام في المملكة ابن أخيه ألب أرسلان - المقدم ذكره - فأقره على حاله وزاد في إكرامه ورتبته، ثم إنه سيره إلى خوارزم شاه ليخطب له ابنته، فأرجف أعداؤه أنه خطبها لنفسه، وشاع ذلك بين الناس فبلغ عميد الملك الخبر، فخاف تغير قلب مخدومه عليه، فعمد إلى لحيته فحلقها وإلى مذاكيره فجبها، فكان ذلك سبب سلامته من ألب أرسلان، وقيل إن السلطان خصاه، فلما فعل ذلك عمل أبو الحسن علي بن الحسن الباخرزي المذكور في ترجمته قوله:

في سنة 455 هـ، قبض السلطان ألب أرسلان على الوزير عميد الملك الكندري وزير طغرل بك، وسبب ذلك أن عميد الملك قصد خدمة نظام الملك وزير ألب أرسلان وقدم بين يديه خمسمائة دينار واعتذر وانصرف من عنده فسار أكثر الناس معه، فخوف السلطان من غائلة ذلك، قبض عليه وأنفذه إلى مرو الروذ.2

مقتلهعدل

عندما تولى ألب أرسلان الحكم، عزله من الوزارة في المحرم من سنة ست وخمسين وأربعمائة، وفوض الوزارة إلى نظام الملك أبي علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي، وحبس عميد الملك بنيسابور في دار عميد خراسان، ثم نقله إلى مرو الروذ وحبسه في داره، فكان في حجرة تلك الدار عياله، وكانت له بنت واحدة لا غير، فلما أحس بالقتل دخل الحجرة وأخرج كفنه وودع عياله وأغلق باب الحجرة واغتسل وصلى ركعتين، وأعطى الذي هم بقتله مائة دينار نيسابورية وقال: حقي عليك أن تكفنني في هذا الثوب الذي غسلته بماء زمزم، وقال لجلاده: قل للوزير نظام الملك: بئس ما فعلت، علمت الأتراك قتل الوزراء، وأصحاب الديوان، ومن حفر مهواة وقع فيها، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة؛ ورضي بقضاء الله الحتوم.4

يذكر بأنه دخل عليه غلامان وهو محموم فقتلاه وحملا رأسه إلى عضد الدولة وهو بكرمان،5 كما قتل بمرو الروذ في ذي الحجة سنة 456 هـ وله اثنتان وأربعون سنة،1 وقيل يوم الأحد سادس عشر ذي الحجة سنة 455 هـ وعمره يومئذ نيف و40 سنة. دفن جثمانه في قبر أبيه بكندر (من قرى نيسابور). وكانت مدة وزارته ثماني سنين وشهوراَ.5 ذكر الباخرزي الشاعر مخاطباً للسلطان ألب أرسلان عند مقتله:

ومن العجائب أنه دفنت مذاكيره بخوارزم، وأريق دمه بمرو الروذ، ودفن جسده بقريته كندر، وجمجمته ودماغه بنيسابور، وحشيت سوأته بالتين ونقلت إلى كرمان، وكان نظام الملك هناك، ودفنت ثم، وفي ذلك عبرة لمن اعتبر، بعد أن كان رئيس عصره.

أشعارهعدل

وانتشر من شعره ما قاله في غلام تركي صغير السن كان واقفاً على رأسه يقطع بالسكين قصبة، فقال عميد الملك فيه: «أنا مشغول بحبه وهو مشغول بلعبه لو أراد الله خيراً وصلاحاً لمحبه نقلت رقة خديه إلى قسوة قلبه صانه الله فما أك - ثر إعجابي بعجبه».2

ومن شعره: إن كان بالناس ضيق عن مناقشتي فالموت قد وسع الدنيا على الناس مضيت والشامت المغبون يتبعني كل لكأس المنايا شارب حاسي 2

وكان عميد الملك ممدحاً مقصداً للشعراء، مدحه جماعة من أكابر شعراء عصره، منهم أبو الحسن الباخرزي والرئيس أبو منصور علي بن الحسين بن علي بن الفضل، وفيه يقول قصيدته النونية، وهي:

وكان إنشاده إياه هذه القصيدة عند وصول عميد الملك إلى العراق، وهو في دست وزارته وعلو منصبه، وهذه القصيدة من الشعر الفائق المختار وقد أثبتت بكمالها ما خلا ثلاثة أبيات تم أهمالها، وقد وازن هذه القصيدة جماعة من الشعراء منهم ابن التعاويذي وازنه بقصيدته التي أولها:

وهي القصيدة النادرة، وأرسلها من العراق إلى الشام ممتدحاً بها السلطان صلاح الدين

يقال: غنته بنت الأعرابي في جوقها فطرب وأمر لها بألفي دينار، ووهب أشياء، ثم أصبح، وقال: كفارة المجلس أن أتصدق بمثل ما بذلت البارحة.1

وقيل: إنه أنشد عند قتله

إن كان بالناس ضيق عن منافستي فالموت قد وسع الدنيا على الناس     مضيت والشامت المغبون يتبعني كل بكأس المنايا شارب حاسي1

ما أسعدني بدولة بني سلجوق! أعطاني طغرلبك الدنيا، وأعطاني ألب آرسلان الآخرة.1

أُنظر أيضاًعدل

10541055 - 29 نوفمبر 1064

عمید الملک کندری

نظر خود را بنویسید

آخرین مطالب